اسم هذه المرأة: فاطمة لحلو ، تقطن مدينة الدار البيضاء المغربية ، بدأت قصتها مع المرض الخبيث عندما عادت صحبة زوجها من الشاطئ ، وبينما هي تغتسل إذا بها تلاحظ بقعة حمراء في أحد ثدييها ، فأصيبت بالذعر والخوف ، استشارت زوجها الذي نصحها بمراجعة طبيب اختصاصي ،وبعد الفحص والمعاينة أبلغها الطبيب بحقيقة مرضها ونصحها بالعلاج المكثف ، لأن هذا المرض الخبيث بدأ ينتشر في ثديها بشكل سريع .
بدأت هذه المرأة رحلة عصيبة مع العلاج بالأشعة فانقلبت حياتها رأسا على عقب ، فبعدما كانت سعيدة في حياتها تنعم مع زوجها وأطفالها بالإستقرار ، أصبحت بعد المرض مكتئبة ، حزينة تحسب ألف حساب للموت الذي يتربص بها وهي التي لم تصل قط ، ولم تعرف الله لا في سارة ولا في ضارة ...وبعد أيام طويلة من العلاج المضني والشاق ، أيقنت فاطمة لحلو أن العلاج بالمغرب لم يعد مجديا فقررت مع زوجها أن تبدأ مرحلة جديدة منه في الخارج وهو ما فعلته يقينا .
رحلت المسكينة إلى فرنسا ، ثم بلجيكا ، وزارت أشهر الأطباء الذين أكدوا لها بما لا يدع مجالا للشك أن العلاج في هذه المرحلة أصبح غير مجد ، ولا نتائج ترجى منه ،
خصوصا بعد نتائج التحاليل المخبرية التي أكدت انتشار الأورام في الثدي كله ، تأكدت المسكينة أن لا جدوى من العلاج ، وأبلغت زوجها أنها عازمة على توقيفه والتفرغ للعبادة عسى الله أن يغفر لها ما تقدم من ذنبها وما تأخر . ولما أيقنت بالرحيل عن الدنيا قريبا ، لأن الأطباء أخبروا زوجها سرا أنها لن تعيش أكثر من ستة أشهر ، قررت المرأة القيام بالعمرة وزيارة الديار المقدسة ، فأعدت لذلك العدة مستعدة أن تلقى الله بعد ذلك راضية مطمئنة ، رحلت المسكينة إلى هذه الديار المباركة ، وكانت تكثر من الدعاء والإستغفا ر ولا تنام الليل إلا قليلا ، وكان مما فعلته شربها ماء زمزم والدعاء لنفسها بالشفاء ، لأن ماء زمزم لما شرب له كما قال الحبيب المصطفى ، وكانت كلما اقتربت من الكعبة المشرفة تعلقت بأستارها ودعت الله مخلصة كي يشفيها من هذا المرض الخبيث فنذرت ما تبقى من حياتها للعبادة وفعل الخير إن هي شفيت .
وذات ليلة بينما هي مستغرقة في النوم بعد عناء اليوم في الصلاة والدعاء والإستغفار ، رأت في منامها الرسول عليه الصلاة والسلام يقف على رأسها فطمأنها ومر بيده الشريفة على رأسها الذي سقط منه الشعر بفعل الأدوية الكيماوية ، ثم انصرف . وفي الصباح استفاقت المرأة على هذا الحلم العجيب ، فلاحظت من توها أن خصلات من
الشعر الجديد بدأت تنبت من جديد على رأسها فكادت تطير من الفرح ، قصت ذلك على صديقاتها من المعتمرات فتعجبن من أمرها ، وبعد فترة وجيزة بدأت الأورام كلها تختفي من ثديها ، وأصبحت بعد أيام فقط معافاة من المرض.
وبعد انقضاء العمرة عادت فاطمة لحلو إلى المغرب وهي لا تكاد تصدق نفسها ، عرضت نفسها على الأطباء المتخصصين فأكدوا لها جميعا خلوها من أي مرض بما في ذلك السرطان ، طارت إلى فرنسا ثم بلجيكا حاملة معها التحاليل المخبرية الجديدة وصور الأشعة ، كذبوها في بداية الأمر معتقدين أنها ليست المريضة الحقيقية ، لكنهم أقروا في النهاية أنها خالية من مرض السرطان .عادت المرأة إلى المغرب وكرست حياتها للعبادة وفعل الخير والتزمت الحجاب وكتبت كتابها الذي يروي هذه القصة العجيبة واسمه : فلا تنس الله ...ابحثوا عنه أيها الإخوة الأعزاء ففيه عبرة لمن يعتبر .
تحكي وتقول –
فلا تنس الله
كنت من عائله غنيه جدا ,ولدت وفي فمي ملعقة الذهب كما يقولون ...كل شئ كان ممكنا بالنسبه لي وتقدمت بيالايام وانا استمتع بكل ما استطيع من قوه بمباهج الحياه ...كازينوهات ...مسابح ..اخر صرعات الموضه ..رقص ..غناء ...سهر...شله لاتعرف سوى المتعه والبذخ والاستمتاع ...
افكار طائشه ...لعب ..الوقت عندي متوقف...والايام مثل بعضها ........... ولا اعير لشيئ في هذا الوجود بالا..
فكل شيء بالنسبه لي متاح وسهل ...حتىالصداع البسيط الذي بدأ يراودني كنت اقضي عليه باي قرص مهديء دون ان اشعر اني بحاجهلشيء وعلى الرغم من ان الصداع قد بدات تزداد حدته الا اني كنت في لعبي لاهيه ولاادري بالدنيا...
وذات يوم استيقظت صباحا وراسي يكاد ينفجر ..الالم لا يطاق ..ذهبت الى الحمام وبسرعه بدأت بالتقيؤ ..اخذت قرص المهديء الذي اعتدت عليه لاجد انالالم قد بدا يزداد...انتبه اهلي للموضوع وبعد وقت قليل كنت امام طبيب العائله ..كان الصداع قد هدأ ...لابد انها الانفلونزا قلت للطبيب الذي بدا غير مرتاحا عكسعادته...
وبعد ان رفع جهاز الفحص من عيني ...نظر الي وقال منذ متى وانتي تحسينبصداع...لا ادري قلت وبلا مبالاه...ولكن الطبيب اسنتطرد قائلا وهو يلتفت الى ابي ...اليوم تحجزون التذكره لزياره احدى المستشفيات في باريس ..
لم افهم وعلىعجل تم الامر...
في باريس كان وضعي قد ساء ..فحوصات ,,تحاليل ,,اشعات لافهم بعدها انني مريضه بحق!!!
جميله...هناك ورم في احدى فصوص الدماغ!!قال الطبيب ..
لن اتكلم عن الصدمه..كل الذي اتذكره ان ابي وامي كانا على علم و.......
تسارعت الامور..
اصبح بيتنا كغرفة طواريء صغيره,,اكياس مغذي ..حقن ..ادويه..
ولم اجد بجنبي الا حنان...طالما قالت الي بانني انسانه طيبة القلبولكني بعيده عن الله!!!!!! حنان...البلسم الشافي...كنت احبها...ولكني كنت اظن انهامتزمته قليلا مع انها كانت فتاه مرحه وسعيده..
انها نهايتي ياحنان..قلتلها..اجابتني وهي تبكي ..لاتنسي الله يا جميله !! ..........الله...!! لطالما نسيته ..قلت...ولكنه لاينسى عباده ياحبيبتي...و حينها انفجرت دموعي وانا بين احضانها...لنيسامحني ياحنان ...انا لا اعرفه..ولكن الاوان لم يفت بعد ياجميله!!!! قالت حنان ....
ايام فقط كانت تفصلني بين كلمات حنان وبين طائرتي المتوجهه هذه المره لاالى طرق لندن ولا الى شوارع باريس بل الى ....المملكه العربيه السعوديه...
وماان وصلت الى جده حتى بدأت عواطفي تسكن ..قلبي احسسته يهدأ ونمت لاول مره منذ زمنطويل!!!! منها الى المسجد الحرام ...وهناك توقفت امام الكعبه باهته!! ...
لقدكنت متعبه من تاثير الاشعاع والادويه الكيماويه والعلاجات.. ولكن جسمي النحيل بداانه ايضا قد سكن ودبت فيه الراحه..اقتربت وعيناي الجاحظتان كانت قد تسمرت من هولهذا المشهد الرهيب...
نعم
هذا بيت الله الذي حدثتني عنه حنان... تحسست راسيالذي كان قد هدأ تماما ومررت بيدي فوق حجاب الراس الذي اهدتني اياه حنان, وقتهالبسته لاخفي ماتساقط من شعري بتاثير الادويه ..وعندما تساقط كل شعري كنت احس اننيلن انزع عني هذا الحجاب..قلت في نفسي ...هنا ساموت..لن اترك هذا المكان ...
وعلى سماعة الهاتف كانت حنان تقول مهلا ياجميله لم تري المدينه بعد..مناين جاءت حنان بهذه الثقه لا ادري...
الى المدينه قلت حتى ارجع بعدها لاموت فيمكه!!
نزلت السياره امام الفندق..تفضلي يا سيدتي قال السائق..اما انا فسالتهولكن اين المسجد؟؟..لانني حينها كنت قد بدات اصلي..
لم اجدني الا وانا في مسجدالنبي.....صلى الله عليه وسلم...وهناك احسست بشئ لم اره طول عمري...
لقد بداقلبي يخفق..وجسمي يتحرك بسرعه ..الصداع كان قد اختفى وبدات الدماء تجري في عروقي منجديد..
السلام عليك يارسول الله...
وانهارت قواي ...
سحبت نفسيالى الروضه الشريفه وانا لا اكاد ارى اي شيء من شدة البكاء..وقفت..كبرت تكبيرةالاحرام وبدأت اصلي...بلحظات تغير قراري..هنا ساموت ..في مدينته المنوره وبقربه.. لن اترك هذا المكان ...
كانت يداي ترتعش وانا ارفع يدي بعد التسليم
وصحت .......................يالله..............
سحبت نفسي الى الفندق وروحي فيسعاده ما احسست بها من قبل...
وقبل النوم مرت حياتي امامي كانها شريط فيديوقصير..
قرات الدعاء الذي علمتني اياه حنان..ونمت ...نعم ..نمت ..لم اذق طعمالنوم من مده...
وفي المنام.. جائني هذا الرجل الذي لن انسى صورته طولحياتي..ابتسم..مابك قال؟؟ رأسي يارسول الله..وضع يده على رأسي وقال (اذهب الباس ربالناس, اشف انت الشافي ,لاشفاء الا شفاؤك,شفاءا لايغادرسقما!!!!!!!!).....
ماهذا...!!
استيقظت.. لاسمع تغاريد طيور المدينه فيذلك الفجر الباسم..الى المغسله لاتوضا..مررت على راسي بالماء !!...ماهذا كيف نبتشعري بهذه السرعه..اسرعت الى المرأه واذا بشعري بطول سنتمترين!!!!!!!!! امسكت وجهي ..
تحسست جسمي ..نعم هذه انا..جميله...
صليت..
ولم يلبث الصباحان طلع..اتصلت باهلي اروي لهم ماحدث..
اه...لقد نسيت.......حنان..اتصلتبها...ورويت لها ماحصل..
وبعد ايام وامام نفس الطبيب في باريس كنت اجلسوانا اراه يفحص عيني بذهول..اذ كان يفحص عيني ليتعرف على ضغط السائل الدماغي عنطريقها........مستحيل قال الطبيب...
اشعات..اشعات..مفراس..رنين مغناطيسي...لاشيءلاشيئ..لاشيء
لقداختفى الورم...زال تماما...هذا ماقرره الاطباء.....لقد حدثتمعجزه.....انتي محظوظه ياجميله ,ابتسم الطبيب....لم اجب ..بدأت الدموع تنزل برفقوبلا توقف....................وانا امسح وجهي..خنقتني عبرتي..
وعندها اجبته بصوتمرتجف انه الله يادكتور...انه الله...
وانا الان اريد ان اخبركم بشيئ وكليثقه
لاتنسوا الله ياإخوتي ...
لا تنسوا الله ابدا