مدخل / هِيَ رسائِل نحتَفِظُ بهَا في حنايَانا وتحتَفِظُ بها قلوبهم / ـنَّ !
أوراقٍ مختَبئَة , وأحاسيس متناثِرَة !
تجتاحُها موجَةُ الـظهورْ !
لتمتم بها الشفاة عن بُعْدٍ ثمَّ تمسكِ عنِ الحَدِيثْ !
ثمـة يَتيمٌ فَقدَ أبويهِ وَ هُوَ لم يَبلُغ سِنَّ الرُشدِ بَعد ، فَبعَث رَسَائِلُه إلىَ السَمَاء علَّها تَصِلُ ..
وَ رَجُلٌ أُغتُرِبَ إلىَ بِلادِ أمريِكيَا المُتحِدَة ، لا أحدَ يُواسيِّهِ سِوىَ رَسَائِلهُ التِي يَبعَثُهَا إلىَ قَلبِ أُمِهِ المَكلُومَة ، وَ أبيِهِ ذَا الجَسَدُ المُتعَب ، وأُختِهِ الوَحيَدة ، علهــا تَصِلْ !
وَ فَتَاةٌ تَبكِي كَثيرًا تُوبِخُهَا أستَاذتُها فِي جَامعِتهَا ، وَ مُعَاملةُ عَابراتٌ فِي هذه الحيَاة تَقتلُهَا تَجعلُها تُعانِي من الألم ماتُعَانِي ، وَ تبعثُ رِسَائِلُها علَّها تَصِل .
وَ فَتَاةٌ قَضَتْ لَيالِي أيَامِهَا فِي مُنَاجَاةٌ لـ ربِّ السَمَاءِ وَ الأرض ، وَ تبكِي بَينَ يَدِيّ أُمِهَا ذَات الصَدرُ الحَنُون ،وَ تَفكيرُها الذِي دَام مُشغلُهَا عَن الأهَم وَ مُستَواهَا الدِراسِي بَدأ بِـ الإنحِدَار شَيئًا فَـ شَيئًا
وَ تَبعثُ رِسَالَةٌ مِن مِداد البُكَاء عَلىَ فِراشِهِ الذِي أُنهِكْ مِن كُثرَةُ هُجرَانِهِ عَن رَبِّ السَمَاء عَلَّها تَصِل .
وَ أخرَى تَبعثُ بُكَاءاتُهَا عَلى مِدَادٍ اُمتُليءَ حَسرَةً مِن شِدَّة التُوبيخَات التِي تُوجَهُ إلى قَلبِ الأمِ المكلُومَة ،
وَ رَسَالةُ فَتَاة قُتِلَ جَسَدُها علَّها تَصِلُ يَا أمِي قَبلَ رَحِيلِكِ ..
مخرَجْ /هُنَا اِبعَثُوَا رَسَائِلُكُم أيًا كَان مَضمُونهَابدلًا مِن أنّ نبعثُها مَع سَاعِي البَريد الذِي يتحلى بالبرودِ الشَديد و صباحُكمْ نَرجسيَّةٌ تُشبهُ قُلوبُكم : )